* هذه السورة الكريمة مكية، وأهدافها نفس أهداف السور المكية، من تثبيت العقيدة والإيمان، والتركيز على الإيمان بيوم الحساب والجزاء، والتمييز بين الأبرار والفجار، وطريق النجاة من عذاب النار.
* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالبلد الحرام، الذي هو سكن النبي (ص)، تعظيما لشأنه وتكريما لمقامه الرفيع عند ربه، ولفتا لأنظار الكفار إلى أن إيذاء الرسول في البلد الأمين، من أكبر الكبائر عند الله تعالى [ لا أقسم بهذا البلد. وأنت حل بهذا البلد. ووالد وما ولد ] الآيات.
* ثم تحدثت عن بعض كفار مكة، الذين اغتروا بقوتهم، فعاندوا الحق، وكذبوا رسول الله وأنفقوا أموالهم في المباهاة والمفاخرة، ظنا منهم أن إنفاق الأموال في حرب الإسلام يدفع عنهم عذاب الله، وقد ردت عليهم الآيات بالحجة القاطعة والبرهان الساطع. [ أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ؟ يقول أهكلت مالا لبدا.. ] الآيات
* ثم تناولت أهوال القيامة وشدائدها، وما يكون بين يدي الإنسان في الآخرة، من مصاعب ومتاعب وعقبات، لا يستطيع أن يقطعها ويجتازها إلا بالإيمان، والعمل الصالح. [ فلا اقتحم العقبة ؟ وما أدراك ما العقبة ؟ فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة.. ] الآيات
* وختمت السورة الكريمة بالتفريق بين المؤمنين والكفار، في ذلك اليوم العصيب، وبينت مآل السعداء، ومال الأشقياء، في دار الخلد والكرامة [ ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة.. ] الآيات إلى نهاية السورة الكريمة (١)
في السورة تنديد بالذين يقفون موقف المشاقّة والمشاكسة ويتباهون بأموالهم غير حاسبين حساب العاقبة. وتقرير لقابلية الإنسان للاختيار بين الخير والشر.
وحثّ على الإيمان والتواصي بالصبر والمرحمة والمكرمات الأخرى وفي مقدمتها عتق الرقيق. وأسلوبها عام إجمالا. (٢)
وهي تتضمن القسم على أن الإنسان في كبد. وأن المغرور يظن أن لن يقدر عليه أحد، ثم بيان بعض نعم اللّه على الإنسان، ثم دعوته لاقتحام العقبة، مع بيان أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة. (٣)
تضم هذه السورة الصغيرة جناحيها على حشد من الحقائق الأساسية في حياة الكائن الإنساني ذات الإيحاءات الدافعة واللمسات الموحية. حشد يصعب أن يجتمع في هذا الحيز الصغير في
(٢) - التفسير الحديث لدروزة- موافق للمطبوع - (٢ / ٢٥٣)
(٣) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٣ / ٨٦٤)