ومن ثم فلا نهاية لما يملك هذا الإنسان أن يصل إليه من تزكية النفس وتطهيرها، وهو يغتسل في نور الله الفائض، ويتطهر في هذا العباب الذي يتدفق حوله من ينابيع الوجود.. (١)
ما ترشد إليه الآياتُ
١- بيان مظاهر القدرة الإِلهية في الآيات التي أقسم بها الرب تعالى، فقد أقسم اللَّه تعالى بسبعة أشياء : لقد أفلح وفاز من زكى نفسه بالطاعة، وخسرت نفس أهملها صاحبها وتركها تنغمس في المعصية.
والأشياء السبعة : هي الشمس وضوؤها وإشراقها، وهو قسم ثان، والقمر إذا تبع بالطلوع الشمس بعد غروبها، فاستوى واستدار، وكان مثلها في الضياء والنور، والنهار إذا جلّى أو كشف الشمس، أي أبان بضوئه جرمها، والليل إذا يغشى الشمس، أي يذهب بضوئها عند غروبها، والسماء وبنيانها وبانيها وهو اللَّه، والأرض ومن طحاها أي بسطها، والنفس الإنسانية وتسويتها ومن سوّاها وهو اللَّه عز وجل، بأن عدّلها وزوّدها بالأعضاء المتناسبة، وبالقوى العضلية والفكرية والحسية، وعرّفها طريق الفجور والتقوى، وسلوك سبيل الخير والشر، والطاعة والمعصية.
وقد أقسم اللَّه عز وجل بهذه المخلوقات لما فيها من عجائب الصنعة الدالة عليه، وأراد أن ينبه عباده دائما بأن يذكر في القسم أنواع مخلوقاته المتضمنة للمنافع العظيمة، حتى يتأمل المكلف فيها، ويشكر عليها لأن الذي يقسم اللَّه تعالى به يحصل له وقع في القلب، فتكون الدواعي إلى تأمله أقوى (٢)
٢- بيان بما يكون به الفلاح، وما يكون به الخسران.
٣- الترغيب في الإِيمان والعمل الصالح والترهيب من الشرك والمعاصي
- - - - - - - - - - -
(٢) - تفسير الرازي : ٣١/ ١٨٨