وهذه الحقائق الأربع ذات قيمة في إدراك دور العقيدة الإسلامية ودور الرسالة الأخيرة. وفي التصور الإيماني كذلك. (١)
فضلها :
أخرج الإمام أحمد عَنْ أَبِي حَبَّةَ الْبَدْرِيِّ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ لَمْ يَكُنْ، قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ هَذِهِ السُّورَةَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - ﷺ - :" يَا أُبَيُّ، إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ هَذِهِ السُّورَةَ " فَبَكَى وَقَالَ : ذُكِرْتُ ثَمَّةَ ؟ قَالَ :" نَعَمْ " (٢).
وعَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَبَّةَ الْبَدْرِيَّ يَقُولُ: " لَمَّا نَزَلَتْ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى آخِرِهَا، فَقَالَ جِبْرِيلُ - ﷺ - :" يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَهَا أُبَيًّا "، فَقَالَ النَّبِيُّ - ﷺ - لِأُبَيٍّ: " إِنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ هَذِهِ السُّورَةَ " قَالَ أُبَيُّ: وَذُكِرْتُ ثَمَّ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، فَبَكَى أُبَيٌّ " (٣)
وعَنْ أُبَيِّ بن كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - : يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ : بِاللَّهِ آمَنْتُ، وَعَلَى يَدِكَ أَسْلَمْتُ، وَمِنْكَ تَعَلَّمْتُ، قَالَ : فَرَدَّ النَّبِيُّ - ﷺ - الْقَوْلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَذُكِرْتُ هُنَاكَ ؟، قَالَ : نَعَمْ بِاسْمِكَ وَنَسَبِكَ فِي الْمَلأِ الأَعْلَى، قَالَ : فَاقْرَأْ إِذًا يَا رَسُولَ اللَّهِ. (٤)
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ النَّبِىُّ - ﷺ - لأُبَىٍّ « إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِى أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) ». قَالَ وَسَمَّانِى قَالَ « نَعَمْ » فَبَكَى (٥).
وعَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - قَالَ لَهُ « إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِى أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ». فَقَرَأَ عَلَيْهِ (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) وَفِيهَا « إِنَّ ذَاتَ الدِّينِ عِنْدَ اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ الْمُسْلِمَةُ لاَ الْيَهُودِيَّةُ وَلاَ النَّصْرَانِيَّةُ وَلاَ الْمَجُوسِيَّةُ مَنْ يَعْمَلْ خَيْرًا فَلَنْ يُكْفَرَهُ ». وَقَرَأَ عَلَيْهِ « لَوْ أَنَّ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ مَالٍ لاَبْتَغَى إِلَيْهِ ثَانِيًا وَلَوْ كَانَ لَهُ ثَانِيًا لاَبْتَغَى إِلَيْهِ ثَالِثًا وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِىَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ -
(٢) - مسند أحمد (١٦٤٢٣) صحيح
(٣) - شرح مشكل الآثار - (٩ / ٢٥٤) (٣٦٢٤ ) حسن
(٤) - المعجم الكبير للطبراني - (١ / ٢٢٦) (٥٤٠) حسن لغيره
(٥) - صحيح البخارى (٣٨٠٩ ) وصحيح مسلم (١٩٠١)
وانظر : فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (٥ / ٧٢١٣) رقم الفتوى ٣٧٩١٩ من مناقب أبي بن كعب رضي الله عنه تاريخ الفتوى : ٣٠ رجب ١٤٢٤