أصول السعادة والشقاء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)المفردات :
ما يستفاد من الآيات :
رقم الآية... الكلمة... معناها
١... والعَصْرِ... الدهر ( الواو للقسم )
٢... لَفِي خُسْرٍ... في نقص وخسارة إذا لم يؤمن
٣... إِلا الَّذِينَ آمَنُوا... المؤمنون
٣... وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ... إذا عملوا الصالحات لا يخسرون
٣... تَوَاصَوْا بِالَحِّق... أداء الطاعات وترك المحرمات
٣... وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ... الصبر على المصائب وعلى أذى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المعنى الإجمالي:
يقسم اللّه بالدهر، لما فيه من العبر، وما يكون فيه من الأحوال المتناقضة التي تدل على أن لهذا الكون، ولهذا الدهر إلها هو المتصرف القادر فيه، ألست ترى فيه ليلا ونهارا يتعاقبان، وترى فيه آية لليل وأخرى للنهار، ألست ترى فيه سراء، وضراء، وسعادة وشقاء وصحة ومرضا، وخوفا وأمنا، وإنسانا يموت من الجوع وآخر يهلك من الشبع، وهذا يموت من الغرق، وذاك يموت من الحرق، كل ذلك والعصر زمن لا دخل له في شيء أبدا، بل هذا يدل على أن للكون إلها هو خالقه ومدبره وهو المستحق لأنه يتوجه إليه وحده ويعبد.
إن الإنسان لفي خسر وضلال وكفر وهلاك بسبب ما يتردى فيه من المعاصي والكفر والآثام التي اختارها لنفسه يا سبحان اللّه الإنسان كالمغمور في الخسران، وقد أحاط به من كل جانب، وذلك أنه يذنب في حق الإله الذي رباه وأنعم عليه بكل نعمة وخير.
إن الإنسان - جميع أفراده - في ذنوب وآثام مهلكة إلا من عصم اللّه منه ووفقه إلى الخير، وهم الذين آمنوا باللّه وملائكته وكتبه ورسله إيمانا صادقا خالصا، ثم أتبعوا ذلك بالعمل الصالح المفيد الذي يرضى اللّه ورسوله والمؤمنين، ولكن هل يكتفى منك اللّه بذلك ؟ لا، بل لا بد من خصلة ثالثة هي التواصي بالحق، والتواصي بالصبر، أى :