شيء أحصيناه كتاباً }.. هنا يجيء التأنيب الميئس من كل رجاء في تغيير أو تخفيف :﴿ فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً ﴾.. (١)
ما ترشد إليه الآياتُ
١- التنديد بالطغيان وبيان جزاء الظالمين.
٢- التنديد بالتكذيب بالبعث والمكذبين به.
٣- أعمال العباد مؤمنهم وكافرهم كلها محصاة عليها ويجزون بها.
٤- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر آثارها.
٥- أبديّة العذاب في الدار الآخرة وعدم إمكان نهايته
٦- إن يوم القيامة الذي يفصل اللّه فيه بين الخلائق وقت، ومجمع، وميعاد للأولين والآخرين، لما وعد اللّه من الجزاء والثواب.
٧- تحدث في بداية يوم القيامة ظواهر خطيرة ثلاث : هي نفخ إسرافيل في الصور (القرن) فيأتي الناس من قبورهم زمرا وجماعات، وتفتّح وتشقّق أو تفطر السماء، فتصير كلها كأنها أبواب، وتسيير الجبال وإزالتها من أماكنها الأصلية.
٧- أخبر اللّه تعالى عن حال الأشقياء، وقدم ذكرهم على السعداء لأن الكلام في السورة بنى على التهديد، وهو أن جهنم تكون مكانا مرصدا للطغاة الذين طغوا في دينهم بالكفر، وفي الدنيا بالظلم، أو أنها ترصد أعداء اللّه وتراقبهم حتى ينزلوا فيها، وتكون المرجع الذي يرجعون فيه إليها.
٨- كيفية استقرارهم في النار : هي أنهم يكونون ماكثين في نار جهنم إلى الأبد ما دامت الأحقاب تتوالى، وهي لا تنقطع، فكلما مضى حقب جاء حقب، والحقب : الدهر، والأحقاب : الدهور، والحقبة : السنة.
٩- لا يذوق الطغاة في جهنم أو في الأحقاب بردا يخفف الحر أو نوما، ولا شرابا يروي من العطش إلا الماء الحار والغساق : صديد أهل النار.
١٠- لا ظلم في هذا الجزاء، وإنما هو موافق لأعمالهم، فإنهم كانوا لا يخافون محاسبة على أعمالهم لأنهم لا يؤمنون بالبعث، وكذّبوا بما جاءت به الأنبياء تكذيبا شديدا. وهذا دليل على أنهم كذبوا بجميع دلائل اللّه تعالى في التوحيد والنبوة والمعاد والشرائع والقرآن.
وهو جزاء دقيق عادل فإن اللّه تعالى عالم بأفعالهم علما لا يزول ولا يتبدل، وقد أحصاها عليهم، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ لتعرفه الملائكة، كما أن الحفظة الملائكة الموكلين بأمر العباد كتبوا كل شيء عليهم بأمر اللّه تعالى إياهم بالكتابة، بدليل قوله تعالى : وَإِنَّ عَلَيْكُمْ

(١) - الظلال


الصفحة التالية
Icon