صاف جناحيه وحين يقبض، وهو معلق في الفضاء! «إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ».. يبصره ويراه. ويبصر أمره ويخبره. ومن ثم يهيّئ وينسق، ويعطي القدرة، ويرعى كل شيء في كل لحظة، رعاية الخبير البصير.
وإمساك الطير في الجو كإمساك الدواب على الأرض الطائرة بما عليها في الفضاء. كإمساك سائر الأجرام التي لا يمسكها في مكانها إلا اللّه. ولكن القرآن يأخذ بأبصار القوم وقلوبهم إلى كل مشهد يملكون رؤيته وإدراكه ويلمس قلوبهم بإيحاءاته وإيقاعاته. وإلا فصنعة اللّه كلها إعجاز وكلها إبداع، وكلها إيحاء وكلها إيقاع. وكل قلب وكل جيل يدرك منها ما يطيقه، ويلحظ منها ما يراه. حسب توفيق اللّه. " (١)
ما يستفاد من الآيات
يستنبط من الآيات ما يلي :
١- تحذير المعرضين عند الله وإنذارهم بسوء العواقب إن استمروا على إعراضهم فإن الله قادر على أن يخسف بهم الأرض أو يرسل عليهم حاصباً من السماء وليس هناك من يؤمنهم ويجيرهم بحال من الأحوال. إلا إيمانهم وإسلامهم الله عز وجل.
٢- في الهالكين الأولين عير وعظات لمن له قلب حي وعقل يعقل به.
٣- من آيات الله في الآفاق الدالة على قدرة الله وعلمه ورحمته الموجبة لعبادته وحده طيران الطير في السماء وهو يبسط جناحيه ويقبضهما ولا يسقط إذ المفروض أن يبقى دائماً يخفق بجناحيه يدفع نفسه فيطير بمساعدة الهواء أما إن قبض أو بسط المفروض أنه يسقط ولكن الرحمن عز وجل يمسكه فلا يسقط. (٢)
٤ - اللّه تعالى هو القادر على أن يخسف بالكافرين والظالمين الأرض، عقوبة على كفرهم، كما خسف بقارون وبداره الأرض، فإذا الأرض تذهب وتجيء وتغور بهم وتبتلعهم.
(٢) - أيسر التفاسير للجزائري - (٤ / ٢٨٩)