بأفضال اللّه ونعمه على الناس. ووصف لمصير الكفار والمؤمنين الأخروي، وحملة تنديد وإنذار على الكفار وردود على ما كانوا يقولونه في مواقف الجدل مع النبي - ﷺ -. وآياتها منسجمة متوازنة مما يسوغ القول بوحدة نزولها." (١)
وقال الصابوني :
" سورة الملك من السور المكية، شأنها شأن سائر السور المكية، التي تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى، وقد تناولت هذه السور أهدافا رئيسية ثلاثة وهي (إثبات عظمة الله وقدرته على الإحياء والإماتة.. وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين.. ثم بيان عاقبة المكذبين الجاحدين للبعث والنشور).
ابتدأت السورة الكريمة بتوضيح الهدف الأول، فذكرت أن الله جل وعلا بيده الملك والسلطان، وهو المهيمن على الأكوان، الذي تخضع لعظمته الرقاب، وتعنو له الجباه، وهو المتصرف في الكائنات بالخلق والإيجاد، والإحياء والإماتة [ تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ] الآيات.
ثم تحدثت عن خلق السموات السبع، وما زين الله به السماء الدنيا من الكواكب الساطعة، والنجوم اللامعة، وكلها أدلة على قدرة الله ووحدانيته [ الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت.. ] الآيات.
ثم تناولت الحديث عن المجرمين بشيء من الإسهاب، وهم يرون جهنم تتلظى، وتكاد تتقطع من شدة الغضب، والغيظ على أعداء الله، وقارنت بين مآل الكافرين والمؤمنين، على طريقة القرآن في الجمع بين الترهيب والترغيب [ إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور.. ] الآيات.
وبعد أن ساقت بعض الأدلة والشواهد على عظمة الله وقدرته، حذرت من عذابه وسخطه، أن يحل بأولئك الكفرة الجاحدين [ ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور.. ] الآيات.

(١) - التفسير الحديث لدروزة- موافق للمطبوع - (٥ / ٣٧٣)


الصفحة التالية
Icon