١- بيان ما كان عليه المشركون من عداوة لرسول الله - ﷺ - حتى تمنوا موته.
٢- مشروعية الحجاج لإحقاق الحق وإبطال الباطل. (١)
٣ - لا فائدة ولا جدوى من دعاء الكفار على النبي - ﷺ - والمؤمنين لأنه لا يستجاب دعاؤهم، ولأنه إن مات المؤمنون أو رحموا فأخر اللّه تعالى آجالهم، فمن يجير الكافرين من عذاب أليم؟ فلا حاجة بهم إلى توقع السوء وانتظاره بمن آمنوا، ولا إلى استعجال قيام الساعة، وما عليهم لتخليص نفوسهم من العذاب إلا إعلان الإيمان والإقرار بالتوحيد والنبوة والبعث.
٤ - يجب الاعتماد والتوكل على اللّه تعالى في كل حاجة، بعد اتخاذ الأسباب والوسائل المقدورة للبشر، وشأن المؤمنين أن يتكلوا على اللّه سبحانه، أما الكفار فيتكلون على رجالهم وأموالهم.
٥ - إن اللّه تعالى هو القادر على إمداد خلقه بالأرزاق والأمطار والمياه النابعة، ولا أحد غير اللّه عز وجل يقدر على ذلك، واللّه برحمته وفضله ومنّه وكرمه يمدّ عباده بما يحتاجون، وإن كفروا وجحدوا به.
يحكى أن بعض المتجبرين على اللّه قرئت الآية : قُلْ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً.. عنده، فقال : تأتينا به الفؤوس والمعاول، فذهب ماء عينيه. وهذا من الإعجاز. (٢)
٦- إن الذي يأتي بالماء هو الله تعالى فالتوبة والاستغفار مجلبة له بعد نضبه، قال تعالى :﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود : ٥٢]
وقال تعالى على لسان النبي نوح عليه السلام ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (١٢) ﴾[نوح : ١٠-١٣]
(٢) - التفسير المنير ـ موافقا للمطبوع - (٢٩ / ٣٩)