المعجزة الشاهدة بربانية هذا الكتاب، والتي لا يماري فيها إلا عنيد جهول :«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ، وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ».. وصدق اللّه العظيم (١)
===============
الثمرة الثالثة عشرة - القرآن الكريم هو زاد الفرد والأسرة والمجتمع الذي لا ينضب.
عَنِ الْحَارِثِ قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أُنَاسٌ يَخُوضُونَ فِى أَحَادِيثَ فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِىٍّ فَقُلْتُ : أَلاَ تَرَى أَنَّ أُنَاساً يَخُوضُونَ فِى الأَحَادِيثِ فِى الْمَسْجِدِ. فَقَالَ : قَدْ فَعَلُوهَا؟ قُلْتُ : نَعَمْ. قَالَ : أَمَا إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - يَقُولُ :« سَيَكُونُ فِتَنٌ ». قُلْتُ : وَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا؟ قَالَ :« كِتَابُ اللَّهِ كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، هُوَ الَّذِى مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جِبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِى غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَهُوَ الَّذِى لاَ يَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلاَ تَنْقَضِى عَجَائِبُهُ، وَهُوَ الَّذِى لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعُوهُ أَنْ قَالُوا (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً) هُوَ الَّذِى مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِىَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. (٢)
وقال تعالى :﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ (٩) سورة الإسراء
إن هذه البشرية - وهي من صنع اللّه - لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من صنع اللّه ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده - سبحانه - وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق، وشفاء كل داء :«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ»
..

(١) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (٤ / ٢١٢٧)
(٢) - سنن الدارمى- المكنز - (٣٣٩٤) حسن لغيره -يخلق : يبلى


الصفحة التالية
Icon