يفهمها ويدركها ويتدبر حقيقتها إلا العلماء الأثبات، المتضلعون في العلم، المتأملون في القضايا والمسائل. (١)
كما نلمس اهتمامها بضرب الأمثال للمؤمن والكافر، والشاكر والجاحد والإله الحق والآلهة الباطلة.. وذلك لأن في ضرب الأمثال تقريبا للبعيد وتوضيحا للخفى، بأسلوب من شأنه أن يكون أوقع في القلوب، وأثبت في النفوس وأدعى إلى التدبر والتفكر. (٢)
" إن فى ضرب الأمثال زيادة إفهام وتذكير للناس، لأن أنس النفوس بها أكثر، فهى تخرج المعنى من خفىّ إلى جلىّ، ومما يعلم بالفكر إلى ما يعلم بالاضطرار والطبع، وبها يطبق المعقول على المحسوس فيحصل العلم التام بالشيء الممثل له. " (٣)
وقال المراغي :" لما تغلغلت الوثنية فى جميع الأديان المعروفة وأفسدتها على أهلها، أنزل اللّه لهداية البشر هذا النور المبين وهو القرآن، فبين لمن يفهم لغته حقيقة التوحيد بالدلائل والبراهين الكونية والعقلية مع ضرب الأمثال وذكر شىء من القصص لكشف ما ران على هذه العقيدة من شهات المضلين وأوهام الضالين التي مزجتها بالشرك. " (٤)
================
الثمرة السادسة عشرة - القيامة آتية لا محالة ولكن الله تعالى قد استأثر بها دون خلقه.
قال تعالى :﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾ (٦٣) سورة الأحزاب
وكل من يزعم من الخلق أنه يعرفها فهو كذاب أشر، فالمهم الاستعداد لها.
(٢) - التفسير الوسيط للقرآن الكريم لطنطاوي - (٨ / ٩٦)
(٣) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (١٣ / ١٤٩)
(٤) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٦ / ٣٧)