يجيء بعد من ذكر الذين كفروا. والعلاقة بين الشياطين والذين كفروا علاقة ملحوظة. فلما ذكر مصابيح السماء ذكر اتخاذها رجوما للشياطين. ولما ذكر ما أعد للشياطين من عذاب السعير ذكر بعده ما أعده للذين كفروا من أتباع هؤلاء الشياطين :«وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ».. " (١)
ما يستفاد من الآيات
يستنبط من الآيات ما يأتي :
١- تقرير ربوبية الله تعالى بعرض دلائل القدرة والعلم والحكمة والخير والبركة وهي موجبة لألوهيته أي عبادته دون من سواه عزوجل.
٢ - تعاظم اللّه بالذات عن كل ما سواه، وهو مالك السموات والأرض في الدنيا والآخرة، والقادر على كل شيء من إنعام وانتقام.
٣ - اللّه هو الذي أوجد الموت وأوجد الحياة ليعامل العباد معاملة المختبر، ويقيم الدليل عليهم أيهم أطوع وأخلص للّه، وهو سبحانه القوي الغالب في انتقامه ممن عصاه، الغفور لمن تاب.
والابتلاء : هو التجربة والامتحان حتى يعلم أنه هل يطيع أو يعصي؟
٤- بيان الحكمة من خلق النجوم وهي في قول قتادة رحمه الله : أن الله جل ثناؤه إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال : زينة لسماء الدنيا، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها. (٢)
٥ - اللّه هو الذي أوجد أيضا السموات السبع متطابقة بعضها فوق بعض، ما ترى في خلقها من اعوجاج وصدوع، ولا تناقض ولا تباين، بل هي مستقيمة مستوية، دالة على خالقها، لا عيب ولا خلل فيها.
(٢) - أيسر التفاسير للجزائري - (٤ / ٢٨٦)