بعضها من بعض من شدة الغيظ على أعداء اللّه تعالى، وتعنيف الزبانية فكلما ألقي فيها جماعات منهم يسألهم خزنتها وهم مالك وأعوانه من الزبانية سؤال توبيخ وتقريع زيادة لهم في العذاب : ألم يأتكم رسول نذير في الدنيا ينذركم هذا اليوم حتى تحذروا؟!.
٧ - يعترف الكفار بأنه قد جاءهم رسول أنذرهم وخوفهم، فكذبوه، وقالوا : ما أنتم يا معشر الرسل إلا في بعد عن الحق والصواب.
٨- وبعد أن اعترفوا بتكذيب الرسل، اعترفوا أيضا بجهلهم، وهم في النار، وقالوا : لو كنا نسمع من الرسل النذر سماع تدبر ووعي، وتعقل وفهم ما جاؤوا به، ما كنا من أهل النار.. ودل هذا على أن الكافر لم يعط من العقل شيئا.
وقال الطبري :" يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَقَالَ الْفَوْجُ الَّذِي أُلْقِيَ فِي النَّارِ لِلْخَزَنَةِ : لَوْ كُنَّا فِي الدُّنْيَا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مِنَ النُّذُرِ مَا جَاءُونَا بِهِ مِنَ النَّصِيحَةِ، أَوْ نَعْقِلُ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مَا كُنَّا الْيَوْمَ فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ يَعْنِي أَهْلَ النَّارِ "
٩ - يقال للكفار حينئذ : سحقا لكم، أي بعدا من رحمة اللّه، سواء اعترفوا أو جحدوا، فإن ذلك لا ينفعهم.
١٠ - احتجوا بآية وَقالُوا : لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ.. على أن الدين لا يتم إلا بالتعليم لأن السمع يقتضي إرشاد المرشد وهداية الهادي. واحتجوا بها أيضا على تفضيل السمع على البصر لأن الآية دلت على أن للسمع مدخلا في الخلاص من النار والفوز بالجنة، فالسمع مناط الفوز، والبصر ليس كذلك، فوجب أن يكون السمع أفضل.
****************