﴿وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم﴾ سجود تعظيمٍ وتسليمٍ وتحيَّةٍ وكان ذلك انحناءاً يدلُّ على التَّواضع ولم يكن وضعَ الوجه على الأرض ﴿فسجدوا إلاَّ إبليس أبى﴾ امتنع ﴿واستكبر وكان من الكافرين﴾ في سابق علم الله عز وجل
﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ اتَّخذاها مأوىً ومنزلاً ﴿وكلا منها رغداً﴾ واسعاً ﴿حيث شئتما﴾ ما شئتما إذا شئتما (كيف شئتما) ﴿ولا تقربا هذه الشجرة﴾ لاتحوما حولها بالأكل منها يعني السُّنبلة ﴿فتكونا﴾ فتصيرا ﴿من الظالمين﴾ : العاصين الذين وضعوا أمر الله عز وجل غير موضعه
﴿فأزلهما الشيطان﴾ نحاهما وعدهما ﴿عنها فأخرجهما ممَّا كانا فيه﴾ من الرتبة وليس العيش ﴿وقلنا﴾ لآدم وحواء وإبليس والحيَّة: ﴿اهبطوا﴾ أي: انزلوا إلى الأرض ﴿بعضكم لبعض عدو﴾ يعني: العداوة التي بين آدم وحواء والحيَّة وبين ذرية آدم عليه السَّلام من المؤمنين وبين إبليس لعنه الله ﴿ولكم في الأرض مستقر﴾ موضع قرارٍ ﴿ومتاع إلى حين﴾ ما تتمتَّعون به ممَّا تُنبته الأرض إلى حين االموت
﴿فتلقى آدم من ربه﴾ أخذ وتلقَّن ﴿كلماتٍ﴾ وهو أنَّ الله تعالى ألهم آدم عليه السَّلام حين اعترف بذنبه وقال: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا﴾ الآية ﴿فتاب عليه﴾ فعاد عليه بالمغفرة حين اعترف بالذَّنب واعتذر ﴿إنَّه هو التواب﴾ يتوب على عبده بفضله إذا تاب إليه من ذنبه