﴿هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين﴾ اليقين والطُّمأنينة ﴿ليزدادوا إيماناً﴾ بشرائع الدِّين ﴿مع إيمانهم﴾ تصديقهم بالله وبرسله وقوله:
﴿ليدخل الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما﴾
﴿الظانين بالله ظنَّ السوء﴾ يظنُّون أن لن ينصر الله محمَّداً والمؤمنين ﴿عليهم دائرة السوء﴾ بالذُّلَّ والعذاب أَيْ: عليهم يدور الهلاك والخزي
﴿ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما﴾
﴿إنا أرسلناك شاهدا﴾ على أُمَّتك يوم القيامة ﴿ومبشراً﴾ بالجنَّة مَنْ عمل خيراً ﴿ونذيراً﴾ منذراً بالنَّار مَنْ عمل سوءً
﴿إنَّ الذين يبايعونك﴾ بالحديبية ﴿إنما يبايعون الله﴾ أَيْ: أخذك عليهم البيعة عقدُ الله عليهم ﴿يد الله فوق أيديهم﴾ نعمة الله علهيم فوق ما صنعوا من البيعة ﴿فمن نكث﴾ نقض البيعة ﴿فإنما ينكث على نفسه﴾ فإنما يضرُّ نفسه بذلك النَّكث
﴿سيقول لك المخلفون من الأعراب﴾ الآية لمَّا أراد رسول الله ﷺ المسير إلى مكَّة عام الحديبية استنفر مَنْ حول المدينة من الأعراب حذراً من قريش أن يعرضوا بحرب فتثاقلوا عنه وخافوا قريشاً على رسول الله ﷺ وعلى أنفسهم فأنزل الله تعالى: ﴿سيقول لك المخلفون﴾ الذين خلَّفهم الله عن صحبتك إذا انصرفت إليهم فعاتبتهم عن التَّخلُّف: ﴿شغلتنا﴾ عن الخروج معك ﴿أموالنا وأهلونا﴾ أَيْ: ليس لنا مَنْ يقوم فيها إذا خرجنا ﴿فاستغفر لنا﴾ تركنا الخروج معك ثمَّ كذَّبهم الله تعالى في ذلك العذر فقال: ﴿يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم﴾ الآية