﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا﴾ كرَّر الأمر بالهبوط للتَّأكيد ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى﴾ أَيْ: فإنْ يأتكم مني شريعةٌ ورسولٌ وبيانٌ ودعوةٌ ﴿فَمَنْ تبع هداي﴾ أَيْ: قَبِل أمري واتَّبع ما آمره به ﴿فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ فِي الآخرة وَلا حزن والخطاب لآدم وحوَّاء وذرِّيتهما أعلمهم الله تعالى أنَّه يبتليهم بالطَّاعة ويجازيهم بالجنَّة عليها ويعاقبهم بالنَّار على تركها وهو قوله تعالى:
﴿والذين كفروا وكذبوا بآياتنا﴾ أَيْ: بأدلتنا وكتبنا ﴿أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾
﴿يا بني إسرائيل﴾ أولاد يعقوب عليه السَّلام ﴿اذكروا﴾ اشكروا وذكر النِّعمة هو شكرها ﴿نعمتي﴾ يعني: نعمي ﴿التي أنعمت عليكم﴾ يعني: فلق البحر والإِنجاء من فرعون وتظليل الغمام إلى سائر ما أنعم الله تعالى به عليهم والمراد بقوله تعالى: ﴿عليكم﴾ أَيْ: على آبائكم والنِّعمة على آبائهم نعمةٌ عليهم وشكر هذه النِّعم طاعتُه في الإيمان بمحمد ﷺ ثمَّ صرَّح بذلك فقال ﴿وأوفوا بعهدي﴾ أَيْ: في محمد ﷺ ﴿أُوف بعهدكم﴾ أدخلكم الجنَّة ﴿وإيَّاي فارهبون﴾ فخافوني في نقض العهد


الصفحة التالية
Icon