﴿وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة﴾ أَي: انقضاءَها وتمامَها للتَّكلُّم معه ﴿ثمَّ اتخذتم العجل﴾ معبودا وإلاها ﴿من بعده﴾ من بعد خروجه عنكم للميقات ﴿وأنتم ظالمون﴾ واضعون العبادةَ في غير موضعها وهذا تنبيه على أنَّ كفرهم بمحمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ليس بأعجب من كفرهم وعبادتهم العجل في زمن موسى عليه السَّلام
﴿ثمَّ عفونا﴾ محونا ذنوبكم ﴿عنكم من بعد ذلك﴾ من بعد عبادة العجل ﴿لعلكم تشكرون﴾ لكي تشكروا نعمتي بالعفو
﴿وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان﴾ (عطف تفسيري) يعني: التَّوراة الفارق بين (الحق والباطل) والحلال والحرام ﴿لعلكم تهتدون﴾ لكي تهتدوا بذلك الكتاب (من الضلال)
﴿وإذ قال موسى لقومه﴾ الذين عبدوا العجل ﴿يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ﴾ إلاها ﴿فتوبوا إلى بارئكم﴾ يعني: خالقكم قالوا: كيف نتوب؟ قال ﴿فاقتلوا أنفسكم﴾ أَيْ: ليقتلِ البريءُ منكم المجرمَ ﴿ذلكم﴾ أَي: التَّوبة ﴿خيرٌ لكم عند بارئكم﴾ من إقامتكم على عبادة العجل ثم فعلتم ما أُمرتم به ﴿فتاب عليكم﴾ قبل توبتكم ﴿إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾


الصفحة التالية
Icon