﴿يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم﴾ انتظرونا وقفوا لنا تستضيء بنوركم ﴿قيل﴾ لهم ﴿ارجعوا وراءكم﴾ من حيث جئتم ﴿فالتمسوا نوراً﴾ فلا نور لكم عندنا ﴿فضرب بينهم﴾ بين المؤمنين والمنافقين ﴿بسور﴾ وهو حاجزٌ بين الجنَّة والنار وقيل: هو سور الأعراف ﴿له باب﴾ في ذلك السُّور بابٌ ﴿باطنه فيه الرحمة﴾ لأنَّ ذلك الباب يُفضي إلى الجنَّة ﴿وظاهره من قبله﴾ أَيْ: من قبل ذلك الظَّاهر ﴿العذاب﴾ وهو النَّار
﴿ينادونهم﴾ ينادي المنافقون المؤمنين: ﴿ألم نكن معكم﴾ في الدُّنيا نناكحكم ونوارثكم ﴿قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم﴾ آثمتموها بالنِّفاق ﴿وتربصتم﴾ بمحمدَّ عليه السَّلام الموت ﴿وارتبتم﴾ شككتم في الإيمان ﴿وغرَّتكم الأمانيّ﴾ ما كنتم تمنَّون من نزول الدَّوابر بالمؤمنين ﴿حتى جاء أمر الله﴾ الموت ﴿وغرَّكم بالله﴾ أَيْ: بحلمه وإمهاله ﴿الغرور﴾ الشَّيطان
﴿فاليوم لا يؤخذ منكم فدية﴾ بدلٌ ﴿ولا من الذين كفروا﴾ وهم المشركون ﴿مأواكم النار﴾ منزلكم النَّار ﴿هي مولاكم﴾ أولى بكم ﴿وبئس المصير﴾ هي
﴿ألم يأن للذين آمنوا﴾ ألم يحن ﴿أن تخشع قلوبهم﴾ ترقَّ وتلين ﴿لذكر الله وما نزل من الحق﴾ وهو القرآن وهذا حثٌّ من الله تعالى لقومٍ من المؤمنين على الرِّقة والخشوع ﴿ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل﴾ أي: اليهود والنَّصارى ﴿فطال عليهم الأمد﴾ الزَّمان بينهم وبين أنبيائهم ﴿فقست قلوبهم﴾ لم تَلِنْ لذكر الله ونسوا ما عهد الله سبحانه إليهم في كتابهم ﴿وكثير منهم فاسقون﴾ وهم الذين تركوا الإِيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم


الصفحة التالية
Icon