﴿ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم﴾ أَي: المنافقين تولَّوا اليهود وناصحوهم ونقلوا إليهم أسرار المؤمنين ﴿ما هم منكم﴾ أيُّها المؤمنون ﴿ولا منهم﴾ من اليهود ﴿ويحلفون﴾ أنَّهم لا يخونون المؤمنين ﴿وهم يعلمون﴾ أنَّهم كاذبون في حلفهم
﴿أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون﴾
﴿اتخذوا أيمانهم﴾ الكاذبة ﴿جنة﴾ يستجنُّون بها من القتل
﴿لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾
﴿يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له﴾ كاذبين ما كانوا مشركين ﴿كما يحلفون لكم﴾ كاذبين ﴿ويحسبون أنهم على شيء﴾ من نفاقهم يأتونكم بوجهٍ ويأتون الكفَّار بوجهٍ ويظنُّون أنَّهم يسلمون فيما بينكم وبينهم ﴿ألا إنهم هم الكاذبون﴾
﴿استحوذ عليهم الشيطان﴾ أي: استولى عليهم
﴿إنَّ الذين يحادون الله ورسوله﴾ يخالفونهما ﴿أولئك في الأذلين﴾ المغلوبين
﴿كتب الله﴾ قضى الله ﴿لأغلبنَّ أنا ورسلي﴾ إمَّا بالظفَّر والقهر وإمَّا بظهور الحجَّة
﴿لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حادَّ الله ورسوله﴾ الآية أخبر الله في هذه الآية أنَّ المؤمن لا يوالي الكافر وإنْ كان أباه أو أخاه أو قريبه وذلك أنَّ المؤمنين عادوا آباءَهم الكفَّار وعشائرهم وأقاربهم فمدحهم الله على ذلك فقال: ﴿أولئك كتب في قلوبهم الإيمان﴾ أي: أثبته ﴿وأيدهم بروحٍ منه﴾ أيْ: بنور الإِيمان وقيل: بالقرآن ثمَّ وعدهم الإِدخال في الجنَّة فقال: ﴿ويدخلهم جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله أَلاَ إنَّ حزب الله هم المفلحون﴾