﴿ولولا أن كتب الله﴾ قضى الله ﴿عليهم الجلاء﴾ الخروج عن الوطن ﴿لعذَّبهم في الدنيا﴾ بالقتل والسَّبى كما فعل بقريظة
﴿ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب﴾
﴿ما قطعتم من لينة﴾ من نخلةٍ من نخيلهم ﴿أو تركتموها قائمة﴾ فلم تقطعوها ﴿فبإذن الله﴾ أي: إنَّه أذن في ذلك إِنْ شئتم قطعتم وإنْ شئتم تركتم وذلك أنَّهم لمَّا تحصَّنوا بحصونهم أمر رسول الله ﷺ بقطع نخيلهم وإحراقها فجزعوا من ذلك وقالوا: من أين لك يا محمَّد عقر الشَّجر المثمر؟ واختلف المسلمون في ذلك فمنهم مَنْ قطع غيظاً لهم ومنهم من ترك القطع وقالوا: هو مالنا: أفاء الله علينا به فأخبر الله أنَّ كلَّ ذلك من القطع والتَّرك بإذنه ﴿وليخزي الفاسقين﴾ وليذلَّ اليهود وليغيظهم
﴿وما أفاء الله على رسوله﴾ ردَّ الله على رسوله ورجع إليه ﴿منهم﴾ من بني النَّضير من الأموال ﴿فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب﴾ أَيْ: ما حملتم خيلكم ولا إبلكم على الوجيف إليه وهو السَّير السَّريع والمعنى: لم تركبوا إليه خيلاً ولا إبلاً ولا قطعتم إليه شفة فهو خالصٌ لرسول الله ﷺ يعمل فيه ما أحبَّ وليس كالغنيمة التي تكون للغانمين وهذا معنى قوله: ﴿ولكنَّ الله يسلط رسله على مَنْ يشاء﴾ الآية