﴿إن يثقفوكم﴾ أَيْ: يلقوكم ويظفروا بكم ﴿يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهم﴾ بالضَّرب والقتل ﴿وألسنتهم بالسّوء﴾ أي: الشَّتم ﴿وودوا لو تكفرون﴾ فلا تُناصِحوهم فإنَّهم معكم على هذه الحالة ثمَّ أخبر أنَّ أهلهم وأولادهم الذين لأجلهم يُناصحون المشركين لا ينفعونهم شيئاً في القيامة فقال:
﴿لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم﴾ المشركون ﴿يوم القيامة يفصل بينكم﴾ فيدخل المؤمنون الجنَّة والكافرون النَّار ثمَّ أمرَ أصحاب رسول الله ﷺ بالاقتداء بأصحاب إبراهيم عليه السَّلام فقال:
﴿قد كانت لكم أسوة حسنة﴾ ائتمامٌ واقتداءٌ وطريقةٌ حسنةٌ ﴿في إبراهيم والذين معه﴾ من أصحابه إذ تبرَّؤوا من قومهم الكفَّار وعادوهم وقالوا لهم: ﴿كفرنا بكم﴾ أَيْ: أنكرناكم وقطعنا محبتكم وقوله: ﴿إلاَّ قول إبراهيم لأبيه﴾ أَيْ: كانت لكم أسوةٌ فيهم ما خلا هذا فإنَه لا يجوز الاستغفار للمشركين ثمَّ أخبرنا أنَّهم قالوا يعني قوم إبراهيم: ﴿ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير﴾