﴿ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا﴾ أَيْ: لا تُظهرهم علينا فيظنوا أنَّهم على حق فيقتتنوا بذلك
﴿لقد كان لكم فيهم﴾ في إبراهيم والذين معه ﴿أسوة حسنة﴾ تقتدون بهم فتفعلون من البراءة من الكفَّار كما فعلوا وتقولون كما قال ممَّا أخبر عنهم ثمَّ بيَّن أنَّ هذا الاقتداء بهم ﴿لمن كان يرجو الله واليوم الآخر﴾ ﴿ومن يتول﴾ عن الحقِّ ووالى الكفَّار ﴿فإنَّ الله هو الغني الحميد﴾
﴿عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم﴾ من مشركي مكَّة ﴿مودَّة﴾ بأن يهديهم للدِّين فيصبروا لكم أولياء وإخواناً ثمَّ فعل ذلك بعد فتح مكَّة فتزوَّج رسول الله ﷺ أم حبيبة بنت أبي سفيان ولأن أبي سفيان للمؤمنين وترك ما كان عليه من العداوة ثمَّ رخص في صلة الذين لم يقاتلوهم من الكفار فقال:
﴿لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم﴾ أَيْ: لا ينهاكم عن برِّ هؤلاء ﴿وتقسطوا إليهم﴾ أَيْ: تعدلوا فيهم بالإحسان ثمَّ ذكر أنَّه إنَّما ينهاهم عن أن يتولَّوا مشركي مكَّة الذين قاتلوهم فقال:
﴿إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم﴾


الصفحة التالية
Icon