﴿وإذ قال موسى﴾ أَيْ: اذكر يا محمَّد لقومك قصَّة موسى إذ قال لقومه: ﴿يا قوم لم تؤذونني﴾ وذلك حين رموه بالأذرة ﴿وقد تعلمون أني رسول الله إليكم﴾ والرَّسول يُعظَّم ولا يُؤذى ﴿فلما زاغوا﴾ عدلوا عن الحقِّ ﴿أزاغ الله قلوبهم﴾ أضلَّهم الله وصرف قلوبهم عن الحقِّ ﴿والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾ أَيْ: مَنْ سبق في علمه أنَّه فاسقٌ وقوله:
﴿وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل أني رسول الله إليكم مُصدِّقاً لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين﴾
﴿ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين﴾
﴿يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾
﴿يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم﴾
﴿تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون﴾
﴿وأخرى تحبونها﴾ أَيْ: ولكم أخرى تحبُّونها في العاجل مع ثواب الآجل ثمَّ بيَّن ما هي فقال: ﴿نصرٌ من الله وفتح قريب﴾
﴿يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله﴾ أعواناً بالسَّيف على أعدائه ﴿كما قال عيسى ابن مريم للحواريين مَنْ أنصاري إلى الله﴾ أَيْ: مع الله ﴿قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل﴾ بعيسى ﴿وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا﴾ قوّيناهم ﴿على عدوهم فأصبحوا ظاهرين﴾ غالبين


الصفحة التالية
Icon