﴿وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن﴾ وذلك أنَّ الرَّجل في الجاهليَّة كان إذا سافر فأمسى في الأرض الفقر قال: أعوذ بسيِّد هذا الوادي من شرِّ سفهاء قومه أَي: الجنِّ يقول الله: ﴿فزادوهم رهقاً﴾ أَيْ: فزادهم بهذا التَّعوُّذ طغياناً وذلك أنَّهم قالوا: سُدْنا الجنَّ والإِنس
﴿وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحداً﴾ يقول: ظنَّ الجنُّ كما ظننتم أيُّها الإِنس أن لا بعث يوم القيامة وقالت الجنُّ:
﴿وأنا لمسنا السماء﴾ أَي: رُمْنَا استراق السَّمع فيها ﴿فوجدناها ملئت حرساً شديداً﴾ من الملائكة ﴿وشهباً﴾ من النُّجوم يريدون: حُرست بالنُّجوم من استماعنا
﴿وأنا كنَّا﴾ قبل ذلك ﴿نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً﴾ أي: كواكب حفظةً تمنع من الاستماع
﴿وأنَّا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض﴾ بحدوث رجم الكواكب ﴿أم أراد بهم ربهم رشداً﴾ أَيْ: خيراً
﴿وأنا منا الصالحون﴾ بعد استماع القرآن أَيْ: بررةٌ أتقياءُ ﴿ومنا دون ذلك﴾ دون البررة ﴿كنا طرائق قدداً﴾ أَيْ: أصنافاً مختلفين


الصفحة التالية
Icon