﴿وإذا قيل﴾ لليهود ﴿آمنوا بما أنزل الله﴾ بالقرآن ﴿قالوا نؤمن بما أنزل علينا﴾ يعني: التَّوراة ﴿ويكفرون بما وراءه﴾ بما سواه ﴿وهو الحقُّ﴾ يعني: القرآن ﴿مصدِّقاً لما معهم﴾ موافقاً للتَّوراة ثمَّ كذَّبَهم الله تعالى في قولهم: نؤمن بما أنزل علينا بقوله: ﴿فلمَ تقتلون أنبياء الله﴾ أَيْ: أيُّ كتابٍ جُوِّز فِيهِ قتلُ نبيٍّ؟ ! ﴿إن كنتم مؤمنين﴾ شرطٌ وجوابه ما قبله ثمَّ ذكر أنَّهم كفروا بالله تعالى مع وضوح الآيات في زمن موسى عليه السَّلام فقال:
﴿وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ﴾ يعني: العصا واليد وفلق البحر ﴿ثمَّ اتخذتم العجل من بعده﴾ إلهاً ﴿وأنتم ظالمون﴾
﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتيناكم بقوَّة واسمعوا﴾ مضى تفسيره ومعنى: واسمعوا أَيْ: اقبلوا ما فيه من حلاله وحرامه وأطيعوا ﴿قالوا سمعنا﴾ ما فِيهِ ﴿وعصينا﴾ ما أُمرنا به ﴿وأُشربوا في قلوبهم العجل﴾ وسُقوا حبَّ العجل وخُلطوا بحبِّ العجل حتى اختلط بهم والمعنى: حُبَّب إليهم العجل ﴿بكفرهم﴾ باعتقادهم التَّشبيه لأنَّهم طلبوا ما يُتَصَوَّرُ فِي نفوسهم ﴿قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كنتم مؤمنين﴾ هذا تكذيبٌ لهم في قولهم: نؤمن بما أنزل علينا وذلك أن آبائهم ادَّعوا الإِيمان ثمَّ عبدوا العجل فقيل لهم: بئس الإيمان إيمانٌ يأمركم بالكفر والمعنى: لو كنتم مؤمنين ما عبدتم العجل يعني: آبائهم كذلك أنتم لو كنتم مؤمنين بما أُنزل عليكم ما كذَّبتم محمَّداً