﴿إرم﴾ يعني: عاداً الأولى وهو عاد بن عوص بن إرم وإرم: اسم القبيلة ﴿ذات العماد﴾ أَيْ: ذات الطُّول وقيل: ذات البناء الرفيع وقيل: ذات العمد السيَّارة وذلك أنَّهم كانوا أهل عمدٍ سيَّارة ينتجعون الغيث
﴿التي لم يخلق مثلها في البلاد﴾ في بطشهم وقوَّتهم وطول قامتهم
﴿وثمود الذين جابوا﴾ قطعوا ﴿الصخر﴾ فاتَّخذوا منها البيوت ﴿بالواد﴾ يعني: وادي القرى وكانت مساكنهم هناك
﴿وفرعون ذي الأوتاد﴾ ذي الجنود والجموع الكثيرة وكانت لهم مضارب كثيرةٌ يوتدونها في أسفارهم وقوله:
﴿الذين طغوا في البلاد﴾
﴿فأكثروا فيها الفساد﴾
﴿فصبَّ عليهم ربك سوط عذاب﴾ أَيْ: جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب
﴿إنَّ ربك﴾ جواب القسم الذي في أوَّل السُّورة ﴿لبالمرصاد﴾ بحيث يرى ويسمع ويرصد أعمال بني آدم
﴿فأمَّا الإنسان﴾ يعني: الكافر ﴿إذا ما ابتلاه ربُّه﴾ امتحنه بالنِّعمة والسَّعة ﴿فأكرمه﴾ بالمال ﴿ونعَّمة﴾ بما وسَّع عليه ﴿فيقول ربي أكرمنِ﴾ لا يرى الكرامة من الله إلاَّ بكثرة الحظِّ من الدُّنيا
﴿وإمَّا إذا ما ابتلاه فقدر﴾ فضيَّق ﴿عليه رزقه فيقول: ربي أهانن﴾ يرى الهوان في قلَّة حظِّه من الدنيا وهذا صفة الكافر فأما المؤمن فالكرامة عنده أن يُكرمه الله بطاعته والهوان أن يُهينه بمعصيته ثم رَدَّ هذا على الكافر فقال:
﴿كلا﴾ أي: ليس الأمر كما يظنُّ هذا الكافر ﴿بل لا تكرمون اليتيم﴾ إخبارٌ عمَّا كانوا يفعلونه من ترك اليتيم وحرمانه ما يستحقُّ من الميراث