﴿إنا أرسلناك بالحق﴾ بالقرآن والإسلام أَيْ: مع الحقِّ ﴿بشيراً﴾ مُبشِّراً للمؤمنين ﴿ونذيراً﴾ مُخوِّفاً ومُحذِّراً للكافرين ﴿ولا تُسأل عن أصحاب الجحيم﴾ أَيْ: لست بمسؤولٍ عنهم وذلك أن النبي ﷺ قال: لو أنَّ الله عز وجل أنزل بأسه باليهود لآمنوا فأنزل الله تعالى هذه الآية أَيْ: ليس عليك من شأنهم عُهدةٌ ولا تبعة
﴿ولن ترضى عنك اليهود﴾ الآية نزلت في تحويل القبلة وذلك أنَّ اليهود والنَّصارى كانوا يرجون أنَّ محمدا ﷺ يرجع إلى دينهم فلمَّا صرف الله تعالى القِبلة إلى الكعبة شقَّ عليهم وأيسوا منه أن يوافقهم على دينهم فأنزل الله تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تتبع ملتهم﴾ يعني: دينهم وتصلِّي إلى قبلتهم ﴿قل إنَّ هدى الله هو الهدى﴾ أَي: الصِّراط الذي دعا إليه وهدى إليه هو طريق الحقِّ ﴿ولَئِنِ اتبعت أهواءهم﴾ يعني: ما كانوا يدعونه إليه من المهادنة والإِمهال ﴿بعد الذي جاءك من العلم﴾ أَي: البيان بأنَّ دين الله عز وجل هو الإسلام وأنَّهم على الضلالة ﴿مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نصير﴾
﴿الذين آتيناهم الكتاب﴾ يعني: مؤمني اليهود ﴿يتلونه حق تلاوته﴾ يقرؤونه كما أُنزل ولا يُحرِّفونه ويتَّبعونه حقَّ اتباعه


الصفحة التالية
Icon