قال تعالى ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين﴾
قال تعالى ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شفاعة ولا هم ينصرون﴾
﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربُّه﴾ اختبره أَيْ: عامله معاملة المُختبِر ﴿بكلماتٍ﴾ هي عشر خصالٍ: خمسٌ في الرأس وهي الفرق والمضمضة والاستنشاق والسِّواك وقصُّ الشَّارب وخمسٌ في الجسد وهي: تقليم الأظفار وحلق العانة والختان والاستنجاء ونتف الرفغنين ﴿فأتمهنَّ﴾ أدَّاهنَّ تامَّاتٍ غير ناقصات ﴿قال﴾ الله تعالى: ﴿إني جاعلك للناس إماماً﴾ يقتدي بك الصَّالحون فقال إبراهيم: ﴿ومِنْ ذريتي﴾ أَيْ: ومن أولادي أيضاً فاجعل أئمةً يُقتدى بهم فقال الله عز وجل ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾ يريد: مَنْ كان من ولدك ظالماً لا يكون إماماً ومعنى: ﴿عهدي﴾ أَيْ: نُبوَّتي
﴿وإذ جعلنا البيت﴾ يعني: الكعبة ﴿مثابةً للناس﴾ معاداً يعودون إليه لا يقضون منه وطراً كلَّما انصرفوا اشتاقوا إليه ﴿وأَمْناً﴾ أَيْ ك مؤمناً وكانت العرب يرى الرَّجل منهم قاتل أبيه فِي الحرم فلا يتعرَّض له وأمَّا اليوم فلا يُهاج الجاني إذا التجأ إليه عند أهل العراق وعند الشافعيِّ: الأولى أن لا يُهاج فإنْ أُخيف بإقامة الحدِّ عليه جاز وقد قال كثيرٌ من المفسرين: مَنْ شاء آمن ومَنْ شاء لم يُؤمن كما أنَّه لمَّا جعله مثابةً مَنْ شاء ثاب ومَنْ شاء لم يثب ﴿واتَّخذوا﴾ أَيْ: النَّاس ﴿من مقام إبراهيم﴾ وهو الحجر الذي يُعرف بمقام إبراهيم وهو موضع قدميه ﴿مصلَّى﴾ وهو أنَّه تُسنُّ الصَّلاة خلف المقام قرئ على هذا الوجه على الخبر وقرئ بالكسر على الأمر ﴿وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل﴾ أمرناهما وأوصينا إليهما ﴿أنْ طهِّرا بيتي﴾ من الأوثان والرِّيَب ( ﴿للطائفين﴾ حوله وهم النزائع إليه من آفاق الأرض ﴿والعاكفين﴾ أي: المقيمين فيه وهم سكان الحرم ﴿والركع﴾ جمع راكع و ﴿السجود﴾ جمع ساجد مثله: قاعد وقعود)


الصفحة التالية
Icon