﴿فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به﴾ أَيْ: إِنْ أتوا بتصديقٍ مثلِ تصديقكم وكان إيمانُهم كإيمانكم ﴿فقد اهتدوا﴾ فقد صاروا مسلمين ﴿وإن تولوا﴾ أعرضوا ﴿فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ﴾ فِي خلافٍ وعداوةٍ ﴿فَسَيَكْفِيْكَهُمُ الله﴾ ثمَّ فعل ذلك فكفاه أمر اليهود بالقتل والسَّبي فِي قريظة والجلاء والنَّفي فِي بني النضير والجزية والذَّلَّة فِي نصارى نجران
﴿صبغة الله﴾ أَي: الزموا دين الله ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً﴾ أي: ومن أحسن من الله ديناُ؟
﴿قل﴾ يا محمَّدُ لليهود والنَّصارى: ﴿أتحاجوننا في الله﴾ أَتُخاصموننا في دين الله؟ وذلك أنهم قالوا: إن ديننا هو الأقدم وكتابنا هو الأسبق ولو كنتَ نبيّاً لكنتَ منَّا ﴿ولنا أعمالنا﴾ نُجازى بحسنها وسيِّئها وأنتم في أعمالكم على مثل سبيلنا ﴿ونحن له مخلصون﴾ مُوحِّدون
﴿أم تقولون﴾ إنَّ الأنبياء من قبل أن تنزل التَّوراة والإِنجيل ﴿كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾ ﴿قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أم الله﴾ أَيْ: قد أخبرنا الله سبحانه أنَّ الأنبياء كان دينهم الإِسلام ولا أحدٌ أعلم منه ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ الله﴾ هذا توبيخٌ لهم وهو أنَّ الله تعالى أشهدهم فِي التِّوراة والإِنجيل أنَّه باعثٌ فيهم محمداً ﷺ من ذريَّة إبراهيم عليه السَّلام وأخذ مواثيقهم أَنْ يُبيِّنوه ولا يكتموه ثمَّ ذكر قصَّة تحويل القبلة فقال: