﴿كما أرسلنا فيكم﴾ المعنى: ولأتمَّ نعمتي عليكم كإرسالي إليكم رسولاً أَيْ: أتمُّ هذه كما أتممت تلك بإرسالي ﴿رسولاً منكم﴾ تعرفون صدقه ونسبه ﴿يتلو عليكم آياتنا﴾ يعني: القرآن وهذا احتجاجٌ عليهم لأنَّهم عرفوا أنَّه أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب فلمَّا قرأ عليهم تبيَّن لهم صدقه في النُّبوَّة ﴿ويزكيكم﴾ أَيْ: يُعرِّضكم لما تكونوا به أزكياء من الأمر بطاعة الله تعالى
﴿فاذكروني﴾ بالطَّاعة ﴿أذكركم﴾ بالمغفرة ﴿واشكروا لي﴾ نعمتي ﴿ولا تكفرون﴾ أَيْ: لا تكفروا نعمتي
﴿يا أيها الذين آمنوا استعينوا﴾ على طلب الآخرة ﴿بالصبر﴾ على الفرائض ﴿والصلاة﴾ وبالصَّلوات الخمس على تمحيص الذُّنوب ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ أَيْ: إنِّي معكم أنصركم ولا أخذلكم
﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أموات﴾ نزلت في قتلى بدر من المسلمين وذلك أنَّهم كانوا يقولون لمَنْ يُقتل فِي سبيل الله: مات فلانٌ وذهب عنه نعيم الدُّنيا فقال الله تعالى: ولا تقولوا للمقتولين في سبيلي هم أمواتٌ ﴿بل﴾ هم ﴿أحياء﴾ لأنَّ أرواح الشُّهداء فِي أجواف طيرٍ خضرٍ تسرح في الجنَّة ﴿ولكن لا تشعرون﴾ بما هم فيه من النَّعيم والكرامة