﴿ولنبلونكم﴾ ولنعاملنَّكم مُعاملة المبتلي ﴿بشيء من الخوف﴾ يعني: خوف العدوِّ ﴿والجوع﴾ يعني: القحط ﴿وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ﴾ يعني: الخسران والنُّقصان فِي المال وهلاك المواشي ﴿والأنفس﴾ يعني: الموت والقتل في الجهاد والمرض والشَّيب ﴿والثمرات﴾ يعني: الجوائح وموت الأولاد فمَنْ صبر على هذه الأشياء استحقَّ الثَّواب ومَنْ لم يصبر لم يستحق يدلُّ على هذا قوله تعالى: ﴿وبشر الصابرين﴾
﴿الذين إذا أصابتهم مصيبة﴾ ممَّا ذُكر ﴿قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون﴾ أَيْ: أموالنا لله ونحن عبيدة يصنع بنا ما يشاء ثمَّ وعدهم على هذا القول المغفرة
﴿أولئك عليهم صلوات من ربهم﴾ أَيْ: مغفرةٌ ﴿ورحمة﴾ ونعمةٌ ﴿وأولئك هم المهتدون﴾ إلى الجنَّة والثَّواب والحقِّ والصَّواب وقيل: زيادة الهدى وقيل: هم المنتفعون بالهداية
﴿إنَّ الصفا والمروة﴾ وهما جبلان معروفان بمكَّة ﴿من شعائر الله﴾ أَيْ: مُتعبَّداته ﴿فمن حجَّ البيت﴾ زاره معظِّماً له ﴿أو اعتمر﴾ قصد البيت للزِّيارة ﴿فلا جناح عليه﴾ فلا إثم عليه ﴿إن يطوَّف بهما﴾ بالجبلين وذلك أنَّ أهل الجاهليَّة كانوا يطوفون بينهما وعليهما صنمان يمسحونهما فكره المسلمون الطَّواف بينهما فأنزل الله تعالى هذه الآية ﴿ومن تطوَّع خيراً﴾ فعل غير المفترض عليه من طوافٍ وصلاةٍ وزكاةٍ وطاعةٍ ﴿فإنَّ الله شاكر﴾ مجازٍ له بعمله ﴿عليم﴾ بنيَّته