﴿وقاتلوا في سبيل الله﴾ الآية نزلت هذه الآية في صلح الحديبية وذلك أن رسول الله ﷺ لمَّا انصرف من الحديبية إلى المدينة المنورة حين صدَّه المشركون عن البيت صالحهم على أن يرجع عامة القابل ويُخَلُّوا له مكَّة ثلاثة أيَّام فلمَّا كان العام القابل تجهزَّ رسول الله ﷺ وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي لهم قريشٌ وأن يصدُّوهم عن البيت ويقاتلوهم وكره أصحاب رسول الله ﷺ قتالهم في الشَّهر الحرام في الحرم فأنزل الله تعالى: ﴿وقاتلوا في سبيل الله﴾ أَيْ: في دين الله وطاعته ﴿الذين يقاتلونكم﴾ يعني: قريشاً ﴿ولا تعتدوا﴾ ولا تظلموا فتبدؤوا في الحرم بالقتال
﴿واقتلوهم حيث ثقفتموهم﴾ وجدتموه وأخذتموهم ﴿وأخرجوهم من حيث أخرجوكم﴾ يعني: من مكَّة ﴿والفتنة أشدّ من القتل﴾ يعني: وشركُهم بالله تعالى أعظمُ من قتلكم إيَّاهم في الحرم ﴿وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فيه﴾ نُهوا عن ابتدائهم بقتلٍ أو قتالٍ حتى يبتدىء المشركون ﴿فإن قاتلوكم فاقتلوهم﴾ أَيْ: إن ابتدؤوا بقتالكم عند المسجد الحرام فلكم القتال على سبيل المكافأة ثم بيَّن أنهم إن انتهوا أَيْ: كفُّوا عن الشِّرك والكفر والقتال وأسلموا ﴿فإنَّ الله غفور رحيم﴾ أَيْ: يغفر لهم كفرهم وقتالهم من قبل وهو منعمٌ عليهم بقبول توبتهم وإيمانهم بعد كفرهم وقتالهم