﴿ربنا﴾ أي: ويقول الرَّاسخون في العلم ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ لا تُملها عن الهدى والقصد كما أزغت قلوب الذين في قلوبهم زيغ ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ للإِيمان بالمحكم والمتشابه من كتابك
﴿ربنا إنك جامع الناس﴾ حاشرهم ﴿ليوم﴾ الجزاء في يوم ﴿لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الميعاد﴾ للبعث والجزاء
﴿إنَّ الذين كفروا﴾ يعني: يهود قريظة والنَّضير ﴿لن تغني عنهم﴾ أي: لن تنفع ولن تدفع عنهم ﴿أموالهم﴾ ﴿وَلا أولادهم﴾ يعني: التي يتفاخرون بها ﴿من الله﴾ من عذاب الله ﴿شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النار﴾ هم الذين تُوقد بهم النَّار
﴿كدأب آل فرعون﴾ كصنيع آل فرعون وفعلهم في الكفر والتَّكذيب كفرت اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم
﴿قل للذين كفروا﴾ يعني: يهود المدينة ومشركي مكَّة ﴿ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد﴾ بئس ما مُهِّد لكم
﴿قد كان لكم آية﴾ علامة تدلُّ على صدق محمَّدٍ عليه السَّلام ﴿في فئتين﴾ يعني: المسلمين والمشركين ﴿التقتا﴾ اجتمعتا يوم بدرٍ للقتال ﴿فئةٌ تقاتل في سبيل الله﴾ وهم المسلمون ﴿وأخرى كافرة يرونهم مثليهم﴾ وهم كانوا ثلاثة أمثالهم ولكنَّ الله تعالى قلَّلهم في أعينهم وأراهم على قدر ما أعلمهم أنَّهم يغلبونهم لتقوى قلوبهم وذلك أن الله عز وجل كان قد أعلم المسلمين أنَّ المائة منهم تغلب المائتين من الكفَّار ﴿رأي العين﴾ أَيْ: من حيث يقع عليهم البصر ﴿والله يؤيد﴾ يقوّي ﴿بنصره﴾ بالغلبة والحجَّة مَنْ يشاء ﴿إنَّ في ذلك لعبرة﴾ وهي الآية التي يُعبر بها من منزلة الجهل إلى العلم ﴿لأولي الأبصار﴾ لذوي العقول


الصفحة التالية
Icon