قال تعالى ﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذنوبنا وقنا عذاب النار﴾
﴿الصابرين﴾ على دينهم وعلى ما أصابهم ﴿والصادقين﴾ في نيَّاتهم ﴿والقانتين﴾ المطيعين لله ﴿والمنفقين﴾ من الحلال في طاعة الله ﴿والمستغفرين بالأسحار﴾ المُصلِّين صلاة الصُّبح قيل: نزلت في المهاجرين والأنصار
﴿شهد الله﴾ بيَّن وأظهر بما نصب من الأدلَّة على توحيده ﴿أنَّه لا إله إلاَّ هو والملائكة﴾ أَيْ: وشهدت الملائكة بمعنى: أقرت بتوحيد الله ﴿وأولو العلم﴾ هم الأنبياء والعلماء من مؤمني أهل الكتاب والمسلمين ﴿قائماً بالقسط﴾ أَيْ: قائماً بالعدل يُجري التَّدبير على الاستقامة في جميع الأمور
﴿إنَّ الدين عند الله الإِسلام﴾ افتخر المشركون بأديانهم فقال كلُّ فريقٍ: لا دين إلاَّ ديننا وهو دين الله فنزلت هذه الآية وكذَّبهم الله تعالى فقال: ﴿إنَّ الدين عند الله الإِسلام﴾ الذي جاء به محمد عليه السلام ﴿وما اختلف الذين أوتوا الكتاب﴾ أَي: اليهود لم يختلفوا في صدق نبوَّة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لما كانوا يجدونه في كتابهم ﴿إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ﴾ يعني: النبي ﷺ سمِّي علماً لأنَّه كان معلوماً عندهم بنعته وصفته قبل بعثه فلمَّا جاءهم اختلفوا فيه فآمن به بعضهم وكفر الآخرون ﴿بغياً بينهم﴾ طلباً للرِّياسة وحسداً له على النُّبوَّة ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحساب﴾ أَي: المجازاة له على كفره