﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الكتاب﴾ يعني: اليهود ﴿يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم﴾ وذلك أنَّهم أنكروا آية الرَّجم من التَّوراة وسألوا رسول الله ﷺ عن حدِّ المحصنين إذا زنيا فحكم بالرَّجم فقالوا: جُرْتَ يا محمد فقال: بيني وبينكم التَّوراة ثمَّ أتوا بابن صوريا الأعور فقرأ التَّوراة فلمَّا أتى على آية الرَّجم سترها بكفِّه فقام ابن سلاَّم فرفع كفَه عنها وقرأها على رسول الله ﷺ وعلى اليهود فغضب اليهود لذلك غضباً شديداً وانصرفوا فأنزل الله تعالى هذه الآية ﴿ثمَّ يتولى فريق منهم﴾ يعني: العلماء والرؤساء ﴿وهم معرضون﴾
﴿ذلك﴾ أَْيْ: ذلك الإِعراض عن حكمك بسبب اغترارهم حيث قَالُوا: ﴿لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ افتراؤهم وهو قوله: ﴿لن تمسنا النار﴾ وقد مضى هذا في سورة البقرة
﴿فكيف إذا جمعناهم﴾ أَيْ: فكيف يكون حالهم إذا جمعناهم ﴿ل﴾ جزاء ﴿يومٍ لا ريبَ فيه ووفيت كلُّ نفس﴾ جزاء ﴿ما كسبت وهم لا يظلمون﴾ بنقصان حسناتهم أو زيادة سيئاتهم