﴿يوم تجد كلُّ نفسٍ﴾ أَيْ: ويحذّركم الله عذاب نفسه يوم تجد أَيْ: ذلك اليوم وقوله: ﴿ما عملت من خير محضراً﴾ أَيْ: جزاء ما عملت بما ترى من الثَّواب ﴿وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بينها وبينه أمداً بعيداً﴾ غاية بعيدةً كما بين المشرق والمغرب
﴿قل﴾ أي: للكفَّار ﴿إن كنتم تحبون الله﴾ [وقف النبي ﷺ على قريشٍ وهم يسجدون للأصنام فقال: يا معشر قريش واللَّهِ لقد خالفتم ملَّة أبيكم إبراهيم فقالت قريش: إنَّما نعبد هذه حبّاً لله ليقرِّبونا إلى الله] فأنزل الله تعالى: ﴿قل﴾ يا محمد ﴿إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ﴾ وتعبدون الأصنام لتقرِّبكم إليه ﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ فأنا رسوله إليكم وحجَّته عليكم ومعنى محبَّة العبد لله سبحانه إرادته طاعته وإيثاره أمره ومعنى محبَّة الله العبد إرادته لثوابه وعفوه عنه وإنعامه عليه
﴿قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا﴾ عن الطَّاعة ﴿فإنَّ الله لا يحب الكافرين﴾ لا يغفر لهم ولا يثني عليهم
﴿إنَّ الله اصطفى آدم﴾ بالنُّبوَّة والرِّسالة ﴿ونوحاً وآل إبراهيم﴾ يعني: إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ﴿وآل عمران﴾ موسى وهارون ﴿على العالمين﴾ على عالمي زمانهم


الصفحة التالية
Icon