﴿بلى﴾ أَيْ: بلى عليهم سبيل (في ذلك) ثمَّ ابتدأ فقال: ﴿مَنْ أوفى بعهده﴾ أَيْ: بعهد الله الذي عهد إليه في التَّوراة من الإِيمان بمحمدٍ عليه السَّلام والقرآن وأَدَّى الأمانة واتَّقى الكفر والخيانة ونَقْضَ العهد ﴿فَإِنَّ الله يحب المتقين﴾ أََيْ: مَنْ كان بهذه الصفة
﴿إنَّ الذين يشترون بعهد الله﴾ نزلت في رجلين اختصما إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم في ضَيعةٍ فهمَّ المدَّعَى عليه أن يحلف فنزلت هذه الآية فنكل (المُدَّعى عليه) عن اليمين وأقرَّ بالحقِّ ومعنى ﴿يشترون﴾ يستبدلون ﴿بعهد الله﴾ بوصيته للمؤمنين أن لا يحلفوا كاذبين باسمه ﴿وأيمانهم﴾ جميع اليمين وهو الحلف ﴿ثمناً قليلأً﴾ من الدُّنيا ﴿أولئك لا خلاق لهم في الآخرة﴾ أَيْ: لا نصيب لهم فيها ﴿ولا يكلِّمهم الله﴾ بكلامٍ يسرُّهم ﴿ولا ينظر إليهم﴾ بالرَّحمة وأكثر المفسرين على أنَّ الآية نزلت في اليهود وكتمانهم أمر محمد ﷺ وإيمانهم الذي بدَّلوه من صفة محمد عليه السلام هو الحقُّ في التَّوراة والدَّليل على صحَّة هذا قوله:
﴿وإنَّ منهم﴾ أَيْ: من اليهود ﴿لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب﴾ يحرِّفونه بالتَّغيير والتَّبديل والمعنى: يلوون ألسنتهم عن سنن الصَّواب بما يأتونه به من عند أنفسهم ﴿لتحسبوه﴾ أَيْ: لتحسبوا ما لووا ألسنتهم به ﴿من الكتاب﴾