﴿وكيف تكفرون﴾ أَيْ: على أيِّ حالٍ يقع منكم الكفر وآياتُ الله التي تدلُّ على توحيده تُتلى عليكم ﴿وفيكم رسوله ومَنْ يعتصم بالله﴾ يؤمن بالله
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته﴾ وهو أَنْ يُطاع فلا يُعصى ويُذكر فلا يُنسى ويشكر فلا بكفر فلما نزل هذا قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ومَنْ يقوى على هذا؟ وشقَّ عليهم فأنزل الله تعالى: ﴿فاتَّقوا الله ما استطعتم﴾ فنسخت الأولى ﴿ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾ أَيْ: كونوا على الإِسلام حتى إذا أتاكم الموت صادفكم عليه وهو في الحقيقةِ نهيٌ عن ترك الإِسلام
﴿واعتصموا بحبل الله جميعاً﴾ أَيْ: تمسَّكوا بدين الله والخطاب للأوس والخزرج ﴿ولا تفرقوا﴾ كما كنتم في الجاهليَّة مُقتتلين على غير دين الله ﴿واذكروا نعمة الله عليكم﴾ بالإِسلام ﴿إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً﴾ يعني: ما كان بين الأوس والخزرج من الحرب إلى أن ألَّفَ الله بين قلوبهم بالإِسلام فزالت تلك الأحقاد وصاروا إخواناً مُتوادِّين فذلك قوله: ﴿فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ على شفا حفرة من النار﴾ أَيْ: طرف حفرةٍ من النَّار لو متم على ما كنتم عليه ﴿فأنقذكم﴾ فنجَّاكم ﴿منها﴾ بالإِسلام وبمحمد عليه السَّلام ﴿كذلك﴾ أَيْ: مثل هذا البيان الذي تُلي عليكم ﴿يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون﴾


الصفحة التالية
Icon