﴿أفمن اتبع رضوان الله﴾ بالإيمان به والعمل بطاعته يعني: المؤمنين ﴿كمَنْ باء بسخطٍ من الله﴾ احتمله بالكفر به والعمل بمعصيته يعني: المنافقين
﴿هم درجاتٌ عند الله﴾ أَيْ: أهل درجات عند الله يريد أنَّهم مختلفو المنازل فَلِمَن اتِّبع رضوان الله الكرامة والثَّواب ولِمَنْ باء بسخطٍ من الله المهانةُ والعذاب ﴿والله بصيرٌ بما يعملون﴾ فيه حثٌّ على الطَّاعة وتحذيرٌ عن المعصية
﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فيهم رسولاً من أنفسهم﴾ أَيْ: واحداً منهم عُرِف أمره وخبرُ صدقه وأمانته ليس بمَلَك ولا أحدٍ من غير بني آدم وباقي الآية ذُكر في سورة البقرة ﴿وإن كانوا من قَبْلُ﴾ وقد كانوا من قبل بعثه ﴿لفي ضلالٍ مبين﴾
﴿أَوَ لَمّا أصابتكم﴾ أَوَ حين أصابتكم مصيبة يعني: ما أصابهم يوم أُحدٍ ﴿قد أصبتم﴾ أنتم ﴿مثليها﴾ يوم بدر وذلك أنَّهم قتلوا سبعين وأسروا سبعين وقُتل منهم يوم أحد سبعون ﴿قلتم أنَّى هذا﴾ من أين أصابنا هذا القتل والهزيمة ونحن مسلمون ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فينا؟ ! ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ أَيْ: إنَّكم تركتم المركز وطلبتم الغنيمة فَمِنْ قِبَلِكُمْ جاءكم الشَّرُّ ﴿إن الله على كل شيء قدير﴾ من النَّصر مع طاعتكم نبيَّكم وترك النَّصر مع مخالفتكم إيَّاه


الصفحة التالية
Icon