﴿وما أصابكم يوم التقى الجمعان﴾ يوم أُحدٍ ﴿فبإذن الله﴾ بقضائه وقدره يُسلِّيهم بذلك ﴿وليعلم المؤمنين﴾ ثابتين صابرين وليعلم المنافقين جازعين ممَّا نزل بهم
﴿وقيل لهم﴾ لعبد الله بن أُبيِّ وأصحابه لمَّا انصرفوا ذلك اليوم عن المؤمنين ﴿تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا﴾ عنَّا القوم بتكثيركم سوادنا إنْ لم تقاتلوا ﴿قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ﴾ أَيْ: لو نعلم أنَّكم تقاتلون اليوم لاتَّبعناكم ولكن لا يكون اليوم قتال ونافقوا بهذا لأنَّهم لو علموا ذلك ما اتَّبعوهم قال الله تعالى: ﴿هم للكفر يومئذٍ﴾ بما أظهروا من خذلان المؤمنين ﴿أقربُ منهم للإِيمان﴾ لأنهم كانوا قبل ذلك أقربَ إلى الإِيمان بظاهر حالهم فلمَّا خذلوا المؤمنين صاروا أقرب إلى الكفر من حيث الظَّاهر
﴿الذين قالوا﴾ يعني: المنافقين ﴿لإِِخوانهم﴾ لأمثالهم من أهل النِّفاق ﴿وقعدوا﴾ عن الجهاد الواو للحال ﴿لو أطاعونا﴾ يعنون: شهداء أُحدٍ في الإنصراف عن النبي ﷺ والقعود ﴿ما قُتلوا﴾ فردَّ الله تعالى عليهم وقال: ﴿قل﴾ لهم يا محمد ﴿فادْرَؤُوا﴾ فادفعوا ﴿عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين﴾ إنْ صدقتم أنَّ الحذر ينفع من القدر


الصفحة التالية
Icon