﴿واللذان يأتيانها﴾ أَي: البكرين يزنيان ويأتيان الفاحشة ﴿فآذوهما﴾ بالتَّعنيف والتَّوبيخ وهو أنْ يقال لهما: انتهكتما حرمات الله وعصيتماه واستوجبتما عقابه ﴿فَإِن تابا﴾ من الفاحشة ﴿وأصلحا﴾ العمل فيما بعد فاتركوا أذاهما وهذا كان في ابتداء الإِسلام ثمَّ نسخه قوله: ﴿الزَّانية والزَّاني فاجلدوا كلَّ واحدٍ﴾ الآية
﴿إنما التوبةُ على الله﴾ أَي: إنما التوبة التي أوجبت الله على نفسه بفضله قَبولَها ﴿للذين يعملون السوء بجهالة﴾ أي: إنّ ذنبَ المؤمن جهلٌ منه والمعاصي كلُّها جهالة ومَنْ عصى ربَّه فهو جاهل ﴿ثم يتوبون من قريب﴾ أَيْ: من قبل الموت ولو بِفُواق ناقة ﴿فأولئك يتوب الله عليهم﴾ يعود عليهم بالرحمة ﴿وكان اللَّهُ عليماً حكيماً﴾ علم ما في قلوب المؤمنين من التصديق فحكم لهم بالتوبة قبل الموت بقدر فُواق ناقة


الصفحة التالية
Icon