﴿إنَّ الله لا يظلم﴾ لا ينقص أحداً ﴿مثقال﴾ مقدار ﴿ذرة﴾ إن كان مؤمناً أثابه عليها الرِّزق في الدُّنيا والأجر في الآخرة وإنْ كان كافراً أطعمه بها في الدُّنيا ﴿وإن تك حسنة﴾ من مؤمن ﴿يضاعفها﴾ لعشرة أضعافها ﴿ويؤتِ مِنْ لدنه﴾ من عنده ﴿أجراً عظيماً﴾ وهو الجنَّة
﴿فكيف﴾ أَيْ: فكيف يكون حال هؤلاء اليهود والمنافقين يوم القيامة؟ وهذا استفهامٌ ومعناه التَّوبيخ ﴿إذا جئنا من كلِّ أُمَّة بشهيدٍ﴾ أَيْ: بِنبيِّ كلِّ أُمَّةٍ يشهد عليها ولها ﴿وجئنا بك﴾ يا محمَّد ﴿على هؤلاء شهيداً﴾ على هؤلاء المنافقين والمشركين شهيداً تشهد عليهم بما فعلوا
﴿يومئذٍ﴾ أَيْ: في ذلك اليوم ﴿يودُّ الذين كفروا وعصوا الرسول﴾ وقد عصوه في الدُّنيا ﴿لو تسوَّى بهم الأرض﴾ أَيْ: يكونون تراباً فيستوون مع الأرض حتى يصيروا وهي شيئاً واحداً ﴿ولا يكتمون الله حديثاً﴾ لأنَّ ما عملوه ظاهرٌ عند الله لا يقدرون على كتمانه
﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة﴾ أَيْ: مواضع الصَّلاة أيْ: المساجد ﴿وأنتم سكارى﴾ نُهوا عن الصَّلاة وعن دخول المسجد في حال السُّكْر وكان هذا قبل نزول تحريم الخمر وكان المسلمون بعد نزول هذه الآية يجتنبون السُّكْر والمُسكر أوقات الصَّلاة والسَّكران: المُختلط العقل الذي يهذي ولا يستمرُّ كلامه ألا ترى أنَّ الله تعالى قال: ﴿حتى تعلموا ما تقولون﴾ فإذا علم ما يقول لم يكن سكران ويجوز له الصَّلاة ودخول المسجد ﴿ولا جُنباً﴾ أَيْ: ولا تقربوها وأنتم جنبٌ ﴿إلاَّ عابري سبيل﴾ إلاَّ إذا عبرتم المسجد فدخلتموه من غير إقامةٍ فيه ﴿حتى تغتسلوا﴾ من الجنابة ﴿وإنْ كنتم مرضى﴾ أَيْ: مرضاً يضرُّه الماء كالقروح والجُدّري والجراحات ﴿أو على سفر﴾ أَيْ: مسافرين ﴿أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ﴾ أَوْ الحدث ﴿أو لامستم النساء﴾ أَيْ: لمستموهنَّ بأيديكم ﴿فلم تجدوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صعيداً طيباً﴾ تمسَّحوا بترابٍ طيِّبٍ مُنبتٍ


الصفحة التالية
Icon