﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ﴾ أَيْ: من الشِّرك والنِّفاق ﴿فأعرض عنهم﴾ أيْ: اصفح عنهم ﴿وعظهم﴾ بلسانك ﴿وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بليغاً﴾ أَيْ: خوِّفهم بالله وازجرهم عمَّا هم عليه بأبلغ الزَّجر كيلا يستسِرُّوا الكفر
﴿وما أرسلنا من رسول إلاَّ ليطاع﴾ فيما يأمرُ به ويحكم لا ليُعصى ويُطلب الحكم من غيره وقوله: ﴿بإذن الله﴾ أَيْ: لأنَّ الله أذن في ذلك وأمر بطاعته ﴿ولو أنهم﴾ أَيْ: المنافقين ﴿إذ ظلموا أنفسهم﴾ بالتَّحاكم إلى الكفَّار ﴿جاؤوك فاستغفروا الله﴾ فزعوا وتابوا إلى الله وقوله:
﴿فلا﴾ أَيْ: ليس الأمر كما يزعمون أنَّهم آمنوا وهم يخالفون حكمك ﴿وربك لا يؤمنون﴾ حقيقة الإِيمان ﴿حتَّى يحكموك فيما شجر﴾ اختلف واختلط ﴿بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا﴾ ضيقاً وشكَّاً ﴿ممَّا قضيت﴾ أَيْ: أوجبتَ ﴿ويسلموا﴾ الأمر إلى الله وإلى رسوله من غير معارضةٍ بشيءٍ
﴿ولو أنَّا كتبنا عليهم﴾ أَيْ: على هؤلاء المنافقين من اليهود ﴿أن اقتلوا أنفسكم﴾ كما كتبنا ذلك على بني إسرائيل ﴿أو اخرجوا من دياركم﴾ كما كتبنا على المهاجرين ﴿ما فعلوه إلاَّ قليلٌ منهم﴾ للمشقَّة فيه مع أنَّه كان ينبغي أن يفعلوه ﴿ولو أنهم فعلوا ما يوعظون﴾ ما يُؤمرون به من أحكام القرآن ﴿لكان خيراً لهم﴾ في معاشرتهم وفي ثوابهم ﴿وأشدَّ تثبيتاً﴾ منهم لأنفسهم في الدِّين وتصديقاً بأمر الله


الصفحة التالية
Icon