﴿وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ والمستضعفين من الرجال والنساء والوِلدان﴾ وهم قومٌ بمكَّة استُضعفوا فَحُبسوا وعُذِّبوا ﴿الذين يقولون ربنا أخرجنا﴾ إلى دار الهجرة ﴿من هذه القرية﴾ مكَّة ﴿الظالم أهلها﴾ أَيْ: جعلوا لله شركاء ﴿واجعل لنا من لَدُنْكَ ولياً﴾ أَيْ: ولِّ علينا رجلاً من المؤمنين يوالينا ﴿وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾ ينصرنا على عدوِّك فاستجاب الله دعاءَهم وولَّى عليهم رسولُ الله ﷺ عتَّابَ بن أسيد وأعانهم (الله) به فكانوا أعزَّ بها من الظَّلمة قبل ذلك
﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ في طاعة اللَّهِ ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ﴾ أَيْ: في طاعة الشَّيطان ﴿فقاتلوا أولياء الشيطان﴾ عبدة الأصنام ﴿إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً﴾ يعني: خذلانه إيَّاهم يوم قُتلوا ببدرٍ
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أيديكم﴾ عن قتال المشركين وأَدُّوا ما فُرض عليكم من الصَّلاة والزَّكاة نزلت في قوم من المؤمنين استأذنوا النبي ﷺ وهم بمكَّة في قتال المشركين فلم يأذن لهم ﴿فلما كتب عليهم القتال﴾ بالمدينة ﴿إذا فريقٌ منهم يخشون الناس﴾ أَيْ: عذاب النَّاس بالقتل ﴿كخشية الله﴾ كما يخشى عذاب الله ﴿أو أشدَّ﴾ أكبرَ ﴿خشية﴾ وهذه الخشية إنَّما كانت لهم من حيث طبع البشريَّة لا على كراهية أمر الله بالقتال ﴿وقالوا﴾ جزعاً من الموت وحرصاً على الحياة: ﴿ربنا لمَ كتبت﴾ فرضتَ ﴿علينا القتال لولا﴾ هلاًّ ﴿أخرتنا إلى أجل قريب﴾ وهو الموت أَيْ: هلاَّ تركتنا حتى نموت بآجالنا وعافيتنا من القتل ﴿قل﴾ لهم يا محمَّدُ: ﴿مَتَاعُ الدُّنْيَا قليل﴾ أجل الدُّنيا قريبٌ وعيشها قليلٌ ﴿والآخرة﴾ الجنَّةُ ﴿خيرٌ لمن اتقى﴾ ولم يُشرك به شيئاً ﴿ولا تظلمون فتيلاً﴾ أَيْ: لا تُنقصون من ثواب أعمالكم مثل فتيل النَّواة ثمَّ أعلمهم أنَّ آجالهم لا تخطئهم ولو تمنَّعوا بأمنع الحصون فقال:


الصفحة التالية
Icon