﴿مَنْ يشفع شفاعة حسنةً﴾ هي كلُّ شفاعة تجوز في الدِّين ﴿يكن له نصيبٌ منها﴾ كان له فيها أجر ﴿ومَنْ يشفع شفاعة سيئة﴾ أَيْ: ما لا يجوز في الدين أن يشفع فيه ﴿يكن له كفلٌ منها﴾ أيْ: نصيبٌ من الوِزر والإِثم ﴿وكان الله على كلِّ شيءٍ مقيتاً﴾ مقتدراً
﴿وإذا حييتم بتحيَّةٍ﴾ أَيْ: إذا سُلِّم عليكم بسلامٍ ﴿فحيوا بأحسن منها﴾ أَيْ: أجيبوا بزيادةٍ على التحيَّة إذا كان المُسَلِّم من أهل الإِسلام ﴿أو ردُّوها﴾ إذا كان من أهل الكتاب (فقولوا: عليكم ولا تزيدوا على ذلك) ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ (حفيظاً) مجازياً
﴿الله لا إله إلاَّ هو ليجمعنَّكم﴾ أَيْ: واللَّهِ ليجمعنَّكم في القبور ﴿إلى يوم القيامة لا ريبَ فيه﴾ لا شكَّ فيه ﴿ومَنْ أصدقُ من الله حديثاً﴾ أَيْ: قولاً وخبراً يريد: أنَّه لا خُلفَ لوعده
﴿فما لكم في المنافقين فئتين﴾ نزلت في قومٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم المدينة فأقاموا ما شاء الله ثمَّ قالوا: إنَّا اجتوينا المدينة فأذن رسول الله ﷺ لهم أَنْ يخرجوا فلمَّا خرجوا لم يزالوا يرحلون مرحلةً مرحلةً حتى لحقوا بالمشركين فاختلف المؤمنون فيهم فقال بعضهم: إنَّهم كفار مرتدُّون وقال آخرون: هم مسلمون حتى تعلم أنَّهم بدَّلوا فبيَّن الله كفرهم في هذه الآية والمعنى: ما لكم مختلفين في هؤلاء المنافقين على فئتين على فرقتين ﴿والله أركسهم﴾ ردَّهم إلى حكم الكفَّار من الذُّلِّ والصَّغار والسَّبي والقتل ﴿بما كسبوا﴾ بما أظهروا من الارتداد بعدما كانوا على النِّفاق ﴿أتريدون﴾ أيُّها المؤمنون ﴿أن تهدوا﴾ أَيْ: ترشدوا ﴿مَنْ أضلَّ الله﴾ لم يرشده الله أَيْ: يقولون: هؤلاء مهتدون والله قد أضلَّهم ﴿وَمَنْ يُضْلِلِ الله فلن تجد له سبيلاً﴾ أَيْ: ديناً وطريقاً إلى الحجَّة


الصفحة التالية
Icon