﴿ورفعنا فوقهم الطور﴾ حين امتنعوا من قبول شريعة التَّوراة ﴿بميثاقهم﴾ أَيْ: بأخذ ميثاقهم ﴿وقلنا لهم لا تعدوا في السبت﴾ لا تعتدوا باقتناص السَّمك فيه ﴿وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً﴾ عهداً مؤكَّداً في النبيِّ صلى الله عليه وسلم
﴿فبما نقضهم ميثاقهم﴾ أَيْ: فبنقضهم و (ما) زائدةٌ للتَّوكيد وقوله ﴿بل طبع اللَّهُ عليها بكفرهم﴾ أَيْ: ختم الله على قلوبهم فلا تعي وَعْظاً مجازاةً لهم على كفرهم ﴿فلا يؤمنون إلاَّ قليلاً﴾ يعني: الذين آمنوا
﴿وبكفرهم﴾ بالمسيح ﴿وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا﴾ حين رموها بالزِّنا
﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شبه لهم﴾ أَيْ: ألقي لهم شبه عيسى على غيره حتى ظنُّوه لمَّا رأوه أنَّه المسيح ﴿وإنَّ الذين اختلفوا فيه﴾ أَيْ: في قتله وذلك أنَّهم لمَّا قتلوا الشَّخص المشَبَّه به كان الشَّبَه أُلقي على وجهه ولم يُلق على جسده شبهُ جسدِ عيسى فلمَّا قتلوه ونظروا إليه قالوا: الوجه وجه عيسى والجسد جسد غيره فاختلفوا فقال بعضهم: هذا عيسى وقال بعضهم: ليس بعيسى وهذا معنى قوله: ﴿لفي شك منه﴾ أَيْ: مِنْ قتله ﴿ما لهم به﴾ بعيسى ﴿من علم﴾ قُتِل أو لم يقتل ﴿إلاَّ اتباع الظن﴾ لكنَّهم يتَّبعون الظَّنَّ ﴿وما قتلوه يقيناً﴾ وما قتلوا المسيح على يقين من أنَّه المسيح


الصفحة التالية
Icon