﴿لكن الراسخون﴾ يعني: المبالغين في علم الكتاب منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه ﴿والمؤمنون﴾ من أصحاب محمد ﷺ ﴿يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً﴾ ظاهر إلى قوله:
قال تعالى ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وسليمان وآتينا داود زبورا﴾
قال تعالى ﴿وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾
﴿رسلاً مبشرين﴾ أَيْ: بالثَّواب على الطَّاعة ﴿ومنذرين﴾ بالعقاب على المعصية ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرسل﴾ فيقولوا: ما أرسلت إلينا رسولاً يعلّمنا دينك فبعثنا الرُّسل قطعاً لعذرهم
﴿لكن الله يشهد﴾ نزلت حين قالت اليهود - لما سئلوا عن نبؤة محمَّدٍ - ما نشهد له بذلك فقال الله تعالى: ﴿لكن الله يشهد﴾ أَيْ: يبيِّن نبوَّتك ﴿بما أنزل إليك﴾ من القرآن ودلائله ﴿أنزله بعلمه﴾ أَيْ: وهو يعلم أنَّك أهلٌ لإِنزاله عليك لقيامك به ﴿والملائكة يشهدون﴾ لك بالنُّبوَّة إنْ جحدت اليهود وشهادة الملائكة إنَّما تُعرف بقيام المعجزة فمَنْ ظهرت معجزته شهدت الملائكة بصدقه ﴿وكفى بالله شهيداً﴾ أَيْ: كفى الله شهيدا
قال تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالا بَعِيدًا﴾


الصفحة التالية
Icon