﴿يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين لله﴾ تقومون لله بكلِّ حقٍّ يلزمكم القيام به ﴿شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ﴾ تشهدون بالعدل ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قوم﴾ لا يحملنَّكم بغض قوم على ترك العدل ﴿اعدلوا﴾ في الوليِّ والعدوِّ ﴿هو﴾ أَيْ: العدل ﴿أقرب للتقوى﴾ أَيْ: لاتِّقاء النار
قال تعالى ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مغفرة وأجر عظيم﴾
قال تعالى ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾
﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم﴾ الآية يعني: ما أنعم الله على نبيِّه حين أتى اليهودَ هو وجماعة من أصحابه يستعينون بهم في دية فتآمروا بينهم أن يطرحوا عليهم رحىً فأعلمهم الله بذلك على لسان جبرائيل حتى خرجوا ثمَّ أخبر عن نقض بني إسرائيل عهد الله كما نقضت هذه الطَّبقة العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله حين هموا بالاغتيال به فقال:
﴿ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل﴾ على أن يعلموا بما في التَّوراة ﴿وبعثنا﴾ وأقمنا بذلك ﴿منهم اثني عشر نقيباً﴾ كفيلاً وضميناً ضمنوا عن قومهم الوفاء بالعهد ﴿وقال الله﴾ لهم: ﴿إني معكم﴾ بالعون والنُّصرة ﴿لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وعزرتموهم﴾ أَيْ: وقَّرتموهم ﴿وأقرضتم الله قرضاً حسناً﴾ يريد: الصَّدقات للفقراء والمساكين ﴿فمن كفر بعد ذلك﴾ أَيْ: بعد هذا العهد والميثاق ﴿فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ أخطأ قصد الطَّريق


الصفحة التالية
Icon