﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ أَمَّا اليهود فإنّهم قالوا: إنَّ الله من حِنَّتِهِ وعطفه علينا كالأب الشفيق وأمَّا النصارى فإنهم تأولو قول عيسى: إذا صلَّيتم فقولا: يا أبانا الذي في السَّماء تقدَّس اسمه وأراد أنَّه في برِّه ورحمته بعباده الصالحين كالأب الرحيم وقيل: أرادوا نحن أبناء رسل الله وإنما قالوا هذا حين حذَّرهم النبيُّ ﷺ عقوبة الله فقال الله: ﴿قل فلمَ يعذِّبكم بذنوبكم﴾ أَيْ: فلمَ عذَّب مَنْ قبلكم بذنوبهم كأصحاب السَّبت وغيرهم ﴿بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾ كسائر بني آدم ﴿يغفر لمن يشاء﴾ لَمنْ تاب من اليهودية ﴿ويعذب من يشاء﴾ مَنْ مات عليها وقوله:
﴿على فترة من الرسل﴾ على انقطاع من الأنبياء ﴿أن تقولوا﴾ لئلا تقولوا ﴿مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نذير﴾ وقوله:
﴿وجعلكم ملوكاً﴾ أَيْ: جعل لكم الخدم والحشم وهم أوَّل مَن ملك الخدم والحشم من بني آدم ﴿وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ من فلق البحر لكم وإغراق عدوِّكم والمنِّ والسَّلوى وغير ذلك
﴿يا قوم ادخلوا الأرض المقدَّسة﴾ المطهَّرة يعني: الشَّام وذلك أنَّها طُهِّرت من الشِّرك وجُعلت مسكناً للأنبياء ﴿التي كتب الله لكم﴾ أمركم الله بدخولها ﴿ولا ترتدوا على أدباركم﴾ لا ترجعوا إلى دينكم الشِّركِ بالله