﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ﴾ طوالاً ذوي قوَّة وكانوا من بقايا عادٍ يقال لهم العمالقة
﴿قال رجلان﴾ وهما يوشع بن نون وكالب بن يوفنا ﴿من الذين يخافون﴾ اللَّهَ في مخالفة أمره ﴿أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا﴾ بالفضل واليقين: ﴿ادخلوا عليهم الباب﴾ الآية وإنَّما قالا ذلك تيقُّناً بنصر الله وإنجاز وعده لنبيِّه فخالفوا نبيَّهم وعصوا أمر الله وأتوا من القول بما فسقوا به وهو قوله:
﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إنا هاهنا قاعدون﴾ فقال موسى عند ذلك:
﴿لا أملك إلاَّ نفسي وأخي﴾ يقول: لم يُطعني منهم إلاَّ نفسي وأخي ﴿فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين﴾ فاقض بيننا وبين القوم العاصين فحرَّم الله على الذين عصوا دخول القرية وحبسهم في التِّيه أربعين سنةً حتى ماتوا ولم يدخلها أحدٌ من هؤلاء وإنَّما دخلها أولادهم وهو قوله:
﴿فإنها محرَّمة عليهم﴾ الآية وقوله: ﴿يتيهون في الأرض﴾ يتحيَّرون فلا يهتدون للخروج منها ﴿فلا تأس على القوم الفاسقين﴾ لا تحزن على عذابهم


الصفحة التالية
Icon