﴿واتل عليهم﴾ يعني: على قومك ﴿نبأ﴾ خبر ﴿ابني آدم﴾ هابيل وقابيل ﴿إذ قرَّبا قرباناً﴾ تقرَّب إلى الله هابيل بخيرِ كبشٍ في غنمه فنزلت من السَّماء نارٌ فاحتملته فهو الكبش الذي فُدي به إسماعيل وتقرَّب إلى الله قابيل بأردأ ما كان عنده من القمح وكان صاحب زرع فلم تحمل النَّار قربانه والقربان: اسمٌ لكلِّ ما يُتقرَّب به إلى الله فقال الذي لم يُتقبَّلْْ منه: ﴿لأقتلنك﴾ حسداً له فقال هابيل: ﴿إنما يتقبل الله من المتقين﴾ للمعاصي (لا من العاصين)
﴿لئن بَسَطتَ إليَّ يدك﴾ لئن بدأتني بالقتل فما أنا بالذي أبدؤك بالقتل ﴿إني أخاف الله﴾ في قتلك
﴿إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك﴾ أن تحمل إثم قتلي وإثم الذي كان منك قبل قتلي
﴿فَطَوَّعَتْ له نفسه قتل أخيه﴾ سهَّلته وزيَّنت له ذلك ﴿فقتله فأصبح من الخاسرين﴾ خسر دنياه بإسخاط والديه وآخرته بسخط الله عليه فلمَّا قتله لم يدرِ ما يصنع به لأنَّه كان أوَّل ميِّت على وجه الأرض من بني آدم فحمله في جرابٍ على ظهره
﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ﴾ يثير التُّراب من الأرض على غرابٍ ميِّتٍ ﴿لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي﴾ يستر ﴿سوآة﴾ جيفة ﴿أخيه﴾ فلمَّا رأى ذلك قال: ﴿يا ويلتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سوآة أخي فأصبح من النادمين﴾ على حمله والتَّطوف به


الصفحة التالية
Icon